جماليات الخط العربي

جماليات الخط العربي


خـــط الـــنـــســـخ



وضع قواعده الوزير ابن مقلة، وأُطلق عليه النسخ لكثرة استعماله في نسخ الكتب ونقلها، لأنه يساعد الكاتب على السير بقلمه بسرعة أكثر من غيره، ثم كتبت به المصاحف في العصور الوسطى الإسلامية، وامتاز بإيضاح الحروف وإظهار جمالها وروعتها.
ابن مقلة هو رجل بلغ في الخط العربي شأناً عظيماً، صاحب خطٍ حسنٍ، أبدع في هندسة حروفها وقدّر مقاييسها وكان خطه يضرب به المثل في عهده، ذلكم هو أبو علي محمد بن علي بن الحسن بن مقلة، شيخ الخطاطين ومهندس صناعتهم، وهو كذلك وزيرٌ وأديبٌ وشاعرٌ مبدعٌ، وناثرٌ بليغٌ. عُرف هذا الوزير بابن مقلة لأن له أمٌ كان أبوها يلاعبها في صغرها ويقول لها " يا مقلة أبيها " فغلب عليها هذا الاسم واشتهرت به، فاتصل هذا الاسم المشهور بابن مقلة الذي كان ضمن سلالتها معروفٌ به، فكان بذلك مقلة الزمان وملك الخط والبيان ! ولد هذا الوزير سنة اثنتين وسبعين ومئتين للهجرة ببغداد، في أسرة عملت في الخط زمناً طويلاً، فكان جده خطاطاً، وأما أبوه فقد كان استاذه الذي علمه الصناعة، وكذلك كان استاذه إسحاق بن إبراهيم الأحول صاحب كتاب " تحفة الوامق " وتتلمذ على يد ثعلب وابن دريد، وتقلد الوزارة ثلاث مرات في زمن ثلاثة خلفاء ! وكان من إنجازات هذا الوزير أنه أول من هندس حروف الخط العربي، ووضع لها القوانين والقواعد، وإليه تنسب بداية الطريقة البغدادية في الخط، وأول من كتب مصنفاً في الخط العربي ذكر فيها مصطلحات هذا العلم البديع، مثل مصطلحات " حسن التشكيل " وهي التوفية، والإتمام، والإكمال، والإشباع، والإرسال، ومصطلحات " حسن الوضع " وهي : الترصيف، والتأليف، والتسطير، والتنصيل 





خـــط الـــثـــلـــث

نوع من الخطوط العربية، ظهر لأول مرة في القرن الرابع الهجري، وهو من أشهر أنواع الخطوط المتأصلة من الخط النسخي، وسمي بهذا الاسم لأنه يكتب بقلم يُقَطّ محرَّفًا بسُمْك ثلث قطر القلم، وهو من أصعب الخطوط العربية من حيث القواعد والموازيين، ولكنه من أجمل الخطوط العربية خاصة عند تداخله .. ويستخدم في اللوحات الخطية وأغلفة الكتب ويكتب في بعض المساجد من الداخل وهو أقل الخطوط استعمالاً ، ويمتاز الخط بالمرونة ومتانة التركيب وبراعة التأليف، ويقسم خط الثلث إلى أنواع :
ثلث مفرق 

ثلث وسط  
ثلث مشبك









الـــخـــط الـــفـــارســـي



الخط الفارسي أو خط التعليق ظهر في بلاد فارس في القرن السابع الهجري (الثالث عشر الميلادي)، إذ استخلصه حسن الفارسي من خطوط النسخ والرقاع والثلث. وهو خط جميل تمتاز حروفه بالدقة والامتداد. كما يمتاز بسهولته ووضوحه وانعدام التعقيد فيه. ولا يتحمّل التشكيل، رغم اختلافه مع خط الرقعة كما يعد من أفضل الخطوط في العالم وأفضلها من دون منافس ويلقي اعجاب الكثير من الخطاطين العرب ولا يخلو اي معرض ثقافي أو ادبي عن لوحة مكتوبة بالخط الفارسي. يعد من أجمل الخطوط التي لها طابع خاص يتميز به عن غيره، إذ يتميز بالرشاقة في حروفه فتبدو وكأنها تنحدر في اتجاه واحد، وتزيد من جماله الخطوط اللينة والمدورة فيه، لأنها أطوع في الرسم وأكثر مرونة لاسيما إذا رسمت بدقة وأناقة وحسن توزيع، وقد يعمد الخطاط في استعماله إلى الزخرفة للوصول إلى القوة في التعبير بالإفادة من التقويسات والدوائر، فضلاً عن رشاقة الرسم، فقد يربط الفنان بين حروف الكلمة الواحدة والكلمتين ليصل إلى تأليف إطار أو خطوط منحنية وملتفة يُظهر فيها عبقريته في الخيال والإبداع.







خـــط الـــرقـــعـــة

 


خط الرقعة هو خط عربي سهل يتميز بالسرعة في كتابته يجمع في حروفه بين القوة والجمال في آن واحد. لا يهتم بتشكيله إلا في الحدود الضيقة باستثناء الآيات القرآنية. وهو من الخطوط المعتادة التي تكتب في معظم الدول العربية. وجميع حروفه مطموسة عدا الفاء والقاف الوسطية. تكتب جميع حروف الرقعة فوق السطر ما عدا الهاء الوسطية والجيم والحاء والخاء والعين والغين المنفصلات وميم آخر الكلمة أو الميم المنفصلة. بشكل عام يميل القلم إلى الأسفل عند التحرك من اليمين إلى اليسار في الكتابة. الخط العربي المكتوب من العامة هذه الأيام يكون غالبا مزيجا بين النسخ والرقعة. وضع قواعد هذا الخط ممتاز بك في عهد السلطان عبد المجيد عام 1280هـ\1863 م.





الـــخـــط الـــديـــوانـــي
 
الخط الديواني أو الخط السلطاني وهو أحد الخطوط العربية وقد سمي بالديواني والسلطاني نسبة إلى ديوان السلطان العثماني حيث كان هذا الخط يستعمل في كتابة المراسلات السلطانية.






الــــخـــط الـــكـــوفـــي




 

بدأت كتابته من القرن الثاني الهجري، ثم ابتكر الإيرانيون الخط الكوفي الإيراني وهو نوع من الخط الكوفي العباسي تظهر فيه المدات أكثر وضوحًا، ثم ظهر الخط الكوفي المزهر وفيه تزدان الحروف بمراوح نخيلية تشبه زخارف التوريق، وشاع استعمال هذا النوع في إيران في عهد السلاجقة، وفي مصر في العهد الفاطمي.
وهو- من اسمه - منتمي الى الكوفة في المنشأ والأصل .. وهو خط عربي قديم، نشأ في بدايات ظهور الإسلام في مدينة الكوفة بالعراق، ويعتقد أنه بدأ في استعماله قبل نحو 100 عام قبل إنشاء الكوفة، أي نشأ في الحيرة التي كانت قرب الكوفة (والكوفة أنشئت عام 18هـ بأمر من عمر بن الخطاب)، وقد استخدم في الكتابة، وفي كتابة المصحف بشكل خاص، وجميع المصاحف التي نُسخت قبل القرن الرابع الهجري كتبت بالكوفي، الذي أجاد فيه خطاطو الكوفة، ثم انتشر في العراق كله. كما استُخدم في النقش على جدران المساجد والقصور وغيرها من خوالد فن العمارة الإسلامية، يقوم هذا الخط المصحفي على إمالة في الألِفات واللامات نحو اليمين قليلا، وهو خط غير منقط، وهو خط ضخم لذا يستخدم في الكتابات والعناوين الضخمة - أي ليست الكبيرة وإنما الكبيرة المهذبة التي لها علاقة بالدين .





تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"ويل لك من الناس وويل للناس منك لن تمسَك النار"

ترجمان الملك مستقبل واعد وأسلوب جديد للرواية السودانية

من روائع ابراهيم ود الفراش