الاثنين، 6 يوليو 2015

معاني التوكل



التوكل على على الله جوهر الإيمان بالله فينبغي على المؤمن ألَّا  يحزن مهما حدث له من أقدار شراً كان أو خير ، قال تعالى {إِنَّ ٱللَّهَ يُحِبُّ ٱلْمُتَوَكِّلِينَ}.

اختلفَ العلماءُ في معنى التَّوَكُّلِ وهذه مجموعة من اقوالهم :
فقال سهلُ بن عبدِالله: (أوَّلُ مَقَامِ التَّوَكُّلِ: أنْ يَكُونَ الْعَبْدُ بَيْنَ يَدَي اللهِ كَالْمَيِّتِ بَيْنَ يَدَي الْغَاسِلِ، يُقَلِّبُهُ كَيْفَ يَشَاءُ، وَالرَّجَاءُ لاَ يَكُونُ لَهُ حَرَكَةٌ وَلاَ تَدْبيرٌ، وَالْمُتَوَكِّلُ لاَ يَسْأَلُ وَلاَ يَرُدُّ وَلاَ يَحْبسُ). 
وقال إبراهيمُ الخوَّاص: (التَّوَكُّلُ إسْقَاطُ الْخَوْفِ وَالرَّجَاءِ مِمَّا سِوَى اللهِ).
قال بعضُهم: المتوكِّلُ الذي إذا أعْطِيَ شَكَرَ، وإذا مُنِعَ صَبَرَ، وَأن يكونَ العطاءُ والمنعُ عندَه سواءٌ، والمنعُ مع الشُّكْرِ أحبُّ إليه لِعِلْمِهِ باختيار اللهِ ذلكَ. وقال ذُو النُّونُ: (التَّوَكُّلُ إنْقِطَاعُ الْمَطَامِعِ مِمَّا سِوَى اللهِ)، وقالَ: (هُوَ مَعْرِفَةُ مُعْطِي أرْزَاقِ الْخَلاَئِقِ، وَلاَ يَصُحُّ لأَحَدٍ حَتَّى تَكُونَ السَّمَاءُ عِنْدَهُ كَالصِّفْرِ؛ وَالأَرْضُ كَالْحَدِيْدِ؛ لاَ يَنْزِلُ مِنَ السَّمَاءِ مَطَرٌ؛ وَلاَ يَخْرُجُ مِنَ الأَرْضِ نَبَاتٌ، وَيَعْلَمُ أنَّ اللهَ لاَ يَنْسَى لَهُ مَا ضَمِنَ مِنْ رزْقِهِ بَيْنَ هَذيْنِ).
قال بعضُهم: حَسْبُكَ من التوكُّلِ أن لا تطلُبَ لنفسكَ ناصراً غيرَ اللهِ؛ وأن تُقْبلَ بالكليَّة على ربكَ، وتُعْرِضَ عمَّن دونَهُ.
وقال الثوريُّ: (إنَّ تَيَقَّنَ تَدْبيْرَكَ فِي تَدْبيْرِهِ، وَتَرْضَى باللهِ وَكِيْلاً وَمُدَبراً).
وقالَ بعضُهم: هو السُّكونُ عن الحركاتِ اعتماداً على خَالِقِ السَّموات.
وقيلَ لَحَاتِمِ الأصمِّ: عَلَى مَا بَنَيْتَ أمْرَكَ هَذا مِنَ التَّوَكُّلِ؟ قَالَ: (عَلَى أرْبَعِ خِصَالٍ؛ عَلِمْتُ أنَّ رِزْقِي لَيْسَ يَأَكُلُهُ غَيْرِي؛ فَلَسْتُ أشْتَغِلُ بهِ، وَعَلِمْتُ أنَّ عَمَلِي لَيْسَ يَعْمَلُهُ غَيْرِي فَأَنَا مَشْغُولٌ بهِ، وَعَلِمْتُ أنَّ الْمَوْتَ يَأْتِيْنِي بَغْتَةً فَأَنَا أُبَادِرُهُ، وَعَلِمْتُ أنِّي بعَيْنِ اللهِ فِي كُلِّ حَالٍ فَأَنَا أسْتَحِي مِنْهُ).
وقال إمامنا الشافعي :
سهرت أعين ونامت عيون ..... في أمور تكون أو لا تكون
فادرأ الهم ما استطعت عن النفس ..... فحملانك الهموم جنون
إن ربا كفاك بالأمس ما كان ..... سيكفيك في غد ما يكون

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية