الاثنين، 9 فبراير 2015

مابين الحشيش والمخدرات الرقمية

مابين الحشيش والمخدرات الرقمية
ظهرت في الآونة الأخيرة تقليعة جديدة للمخدرات التي تستهدف الشباب العربي والمسلم وخاصة في الجامعات لتدمير عقول شباب الغد ، أسموها المخدرات الرقمية  Digital Drug كما تعرف أيضاً ب binaural beats وهي عبارة عن اصوات موسيقية تقوم بتأثير يجلب الإسترخاء لمن يسمعها وقد تم اكتشاف هذا التأثير عام 1938 بواسطة Heinrich Wilhelm Dove .

قرأت اليوم خبراً بجريدة سودانية يومية عنوان الخبر كالتالي - الكشف عن دخول مخدرات رقمية خطيرة للسودان- وقد نقلت الصحيفة على لسان وكيل نيابة الجرائم المعلوماتية المستشار عبد المنعم عبد الحافظ مايلي " أبدى المستشار  تخوفه من ظهور «المخدرات الرقمية» في السودان، منوهاً إلى انتشارها في دول قريبة جداً منه، وقال إنها تستهدف طلاب الجامعات والمراهقين، مؤكداً عدم تسجيلهم أية حالة بالبلاد" انتهى.

 

من يقرأ المقال من أول وهلة يصاب بالهلع ويخاف على أولاده بالجامعات لاعتقاده ان مخدراً جديداً قد تم اكتشافه ويتم ترويجه الآن بالأسواق فلذا قررت أن اعقب علي المقال حتي يعلم القارئ ان هذا المخدر موجود بيننا وهي المعازف التي تطورت من التصفيق والتصفير إلى آلات النفخ (الناي والبوق) وبعدها ظهرت الآلات الوترية ( العود والكمان والربابة او الطمبور كما نسميها في السودان) وأخيراً وليس آخراً ظهرت الآلات اللكترونية كالأورغن وغيرها ، ومع ظهور الشبكة العنكبوتية أضحت الموسيقى سلعة كغيرها من السلع تباع وتشترى بالدولار غير ان بعض الشركات تقدمها مجاناً حتى تستقطب اكبر عدد من المستهلكين بهدف الترويج والأعلانات التي تدر لهذه الشركات أموالاً طائلة . بعض المنظمات التي تخدم دولاً همها الأول غزو العالم ثقافياً بالتأثير على الشباب الشرقي  فحاولت أن تطوع الموسيقى وتجعلها وسيلة لإلهاء الشباب عن تحصيله العلمي وإلتزامه نحو وطنه وامته وأهله ونفسه .

حاول المستشار ان يطمئن المجتمع ولكن الخبير النفسي السوداني علي بلدو كان اكثر شفافية حيث صرح قائلاً" أكد دخول المخدرات الرقمية الى السودان، وقال إنه الآن يعالج حالة لشاب أدمن «المخدرات الرقمية»" انتهي. كما أضاف قائلاً حسب الصحيفة " اتهم الخبير النفسي علي بلدو جهات لم يسمها بإدخال المخدرات الرقمية في السودان مجاناً، وأكد أنها أخطر من المخدرات التقليدية، وأضاف قائلاً: «بعد شوية أنا خايف نقول يا حليل الحشيش»."أنتهى.

 

في الختام علينا أن ننتبه لأطفالنا وفلذات أكبادنا ليس بمنعهم من الموسيقى فهذا محال ولكن مراقبتهم حتى لا يدمنوا الموسيقى ونصحهم بأن لا تكون شغلهم الشاغل وخاصة الذين يضعون السماعات على آذانهم دائما ولانغض الطرف عن اثرها العضوي والنفسى عليهم . يجب ألا ننسى ان الملائكة تنفر من البيت إن كانت فيه مزامير كما ورد في هذا الحديث "روت  أم المؤمنينَ أم سلمةَ رضي الله عنهُا قالَت : سَمعتُ النبيَّ يقول : ( لا تَدخلُ الملائكةُ بيتَاً فيهٍ جَرسٌ ولا تَصحًبُ الملائكةُ رُفقةً فيها جَرس. لذا علينا ان نحث شبابنا على الإهتمام بالقرآن والإجتهاد في حفظه حتي ولو كانوا يستمعون للموسيقى والغناء لأن القرآن يطرد الغناء من قلب المؤمن.