الاثنين، 19 أكتوبر 2015

جيل الإبهام Thumb Generation

جيل الإبهام (1-1)
Thumb Generation
مدخل:
بالأمس القريب كنت شاهد عيان على وفاة شابة في مقتبل العمر أثناء عبورها الشارع العام أمام البناية التي أسكن فيها ، كان المشهد مؤثراً فقد طارت القتيلة في الهواء ثم ارتطم راسها بالأسفلت ، ندري أن لكل اجل كتاب وأن يومها قد تم ولكن الهاتف الذكي كان سبباً  ولكن السبب الأساسي سوء إستخدام الهاتف الذكي .
  < تم اختراع الهاتف الذكي وبرامج التواصل الإجتماعية وخاصة (الواتس اب ) لتعزيز التواصل بين الأسر النووية وربطها بالأسرة الكبيرة وخاصة في المجتمعات التي ينعدم فيها نظام الأسرة الممتدة وقد كان فعلاً  وسيلة ناجعة . أما في مجتمعاتنا العربية فقد سبب نوعاً من الكسل والفتور في العلاقات في العالم الحقيقي واضحى التواصل عبر الشبكات .
 <في عصرنا هذا الكل مشغول بالهاتف الذكي الذي كان من الكماليات ولكن بالنسبة لهذا الجيل والجيل الذي يسبقه أضحت الهواتف الذكية من الأساسيات التي يستحيل الخروج من المنزل بدونها ، هذا الجيل والذي يسبقه لو شاهدته راكباً أو راجلاً تجد إبهامه دائماً على شاشة الهاتف الذكي حتى سماه بعضهم جيل الإبهام.
 <يعتقد الكثيرون أن الحياة مستحيلة بدون الهاتف الذكي بل ويعتقدون ان من لا يقتني هاتفاً ذكياً متأخر جداً عن المجتمع المتحضر ، هذا الإعتقاد ليس صحيحاً لأنني أعيش في هذا العصر ولا أحس بعزلة عن المجتمع بل إنني في كثير من الأحيان أشعر بالشفقة تجاه المهووسين بالهاتف الذكي وخاصة حينما أزور أحد الأصدقاء أو يزورني أحدهم وأجده شارداً مع هاتفه الذكي وربما ينقطع التواصل الوجداني الحقيقي والحديث الدائر بيننا بسبب رسالة وصلت من شخص جمعته معه مواقع التواصل الإجتماعي وربما يكون لم يره من قبل.


 <من الصور المتداولة في مجتمعات (الواتس اب) صورة معبرة لجدة كبيرة يحيط بها أبناؤها وأحفادها في دائرة ، للأسف هذه الجلسة لوثها أن كل من في هذه الجلسة الحقيقية  يحدق في هاتفه الذكي ويحلق في عالمه الإفتراضي واضعاً إبهامه على زر الإرسال والجدة تضع يديها في خدها تتأمل في هؤلاء الزوار الغرباء قائلة في سرها متحسرة " زيارتكم لا لزوم لها " ... لو كنت مكان هذه الجدة لصرخت فيهم بأعلى صوت " من هنا ورايح من أراد أن يزورني فلا يحضر معه هاتفه الذكي ".

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية