السبت، 25 أبريل 2015

ورحل الشاعر المتجول .. شاعر معزوفة الدرويش المتجول



               محمد مفتاح الفيتوري 


ودعت الخرطوم باكية قامة من قامات أفريقيا الشاعر العالمي محمد مفتاح الفيتوري شاعر إقريقيا والعروبة الذي لم يكن يسعه السودان ففاضت روحه يوم الجمعة بالمغرب. بسبب قلمه الصادق أسقطت عنه الحكومة السودانية في عام 1974 إبان عهد الرئيس جعفر نميري الجنسية السودانية وسحبت منه جواز السفر السوداني لمعارضته للنظام ، ومنحته الجماهيرية الليبية جوازليبي بل عينته مستشاراً ثقافياَ لسفارتها بإيطاليا ، وبسقوط نظام القذافي سحبت منه الثورة الليبية الجواز ولم تتأخر المملكة المغربية بمنحه جوازها وأقام بالرباط بضاحية سيدي العابد ، وبعد هذه الرحلة الطويلة منحته الحكومة السودانية جواز دبلوماسي ليسهل له تنقله بين دول إفريقيا التي يعشقها هذا الشاعر الراحل الباقي أبداً فينا .

لقد تميز الفيتوري في شعره بالتحرر من الوزان والقافية وقد ركزت كتاباته على الجوانب التاملية ولم يكن شعره رتيباً نمطياً ، يكتب أحياناً عن الدرويش لتأثره بالادب الصوفي -متأثرا بأبيه الصوفي الشيخ مفتاح رجب الفيتوري الخليفة الصوفي في الطريقة الشاذلية، العروسية ، الأسمرية- وتجده يكتب عن العروبة ويكتب عن الوطن الافريقي الكبير مناهضاً العبودية التي تعرضت لها إفريقيا إبان فترة المستخرب البغيض الذي استعمر الاوطان واستعبد المواطنين فيها وقد كتب عن تلك الحقبة :
جبهة العبد ونعل السـيد
وأنين الأسود المضطهد
تلك مأساة قرون غبرت
لم أعد أقبلها لم أعــد

ما أن نسمع فنان افريقيا الأول الراحل محمد وردي "أصبح الصبح" حتى نذكر الإنتفاضة ، بالرغم من أننا كنا صغاراً فقد كنا نحفظ هذه الأغنية التي كتبها شاعر إفريقيا الفيتوري . النص:
أصبح الصبح ولا السجن فلا السجن ولا السجان باق
وإذا الفجر جناحان يرفان عليك
وإذا الحسن الذي كحل هاتيك المآقي
أصبح الصبح

وها نحن مع النور التقينا

التقى جيل البطولات

بجيل التضحيات

التقى كل شهيد

قهر الظلم ومات

بشهيد لم يزل يبذر في الأرض

بذور الذكريات

أبداً ما هنت يا سوداننا يوما علينا

بالذي أصبح شمسا في يدينا

وغناءاً عاطراً تعدو به الريح

فتختال الهوينى

من كل قلب يا بلادي

فرحة نابعة من كل قلب يابلادي


قبل رحيل الفيتورى زاره إتحاد الصحافيين السودانيين نيابة عن الشعب السوداني ولكن 
للأسف لم تكتمل فرحة مجموعة من الناشطين السودانيين بتبنيهم مبادرة وكان شعارها (أبداً ماهنت يافيتوري يوماً علينا) ، هذه المبادرة كانت تهدف لعلاجه والمساهمة في 
عودته الي وطنه الذي لم ينصفه ولم يقدم له ولا القليل مما قدم .

لك الرحمة يا عاشق أفريقيا الهمام 
نتقدم بتعازينا للأسرة الكبيرة وأسرتك الصغيرة بالرباط 
تعازينا للشعب السوداني 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية