الاثنين، 22 يناير 2018

كيف ننساك يا سيف السودان

كيف ننساك يا سيف السودان

قبل رحيله ودعنا سيف الدسوقي قائلاً :       "  وفى الآخر ، وداعاً أوعوا تنسونى

أنا المشتاق، بشيلكم جوه فى عيونى

وبطراكم ، عليكم الله أطرونى

ولكن أه، وأه بتخفف الالام

بودعكم وتبقى سعادة الأحلام"
     كيف ننساك يا سيف شعراء السودان وقد عطرت سماء السودان بشعرك وأسلوبك الراقي ، كيف ننساك وقد كنت تزورنا كل صباح ومساء مقدماً لنا البرامج الثقافية الشيقة والليالي الشعرية الممتعة بصوتك الحنين ، هذه البرامج كانت تأخذنا إلى عالم الشعر والشعراء وقد كنا نبحر معك في عالم لم نكن نعرف حينها بحوره عبر أثير أم درمان وعبر إذاعة وادي النيل التي كنا ننام ونصحو عليها.
كيف ننساك يا من كنت تكتب بدمك قبل مدادك كما قال عنك الشاعر مبارك المغربي واصفاً أعمالك " إنها حركة حية نابضة بالحركة كتبها بدمه قبل قلمه في صدق شعوري نابع من القلب، وإلهام جياش دفاق فجاءت صورة متداخلة متفاعلة تنم عن سمو نفسه ورقة وجدانه".
الذكريات - جَنّةُ الرّيحان – المصير - الثريـــا – الرسائل هذا قليل مما سطره يراعك يا شاعر الوجدان ويا شاعر أمدرمان ، ستظل هذه القصائد الخالدة في وجدان الشعب السوداني ...
كيف ننساك  يا من كنت تسمعُ صوتَ الحُسْنِ ..وتحْسِنُ كُلَّ فنون القولْ ، حتى إن نسيناك نحن البشر لن تنساك أم درمان " العاصمة الأنثى" التي كان يسري عشقها في دمك ، لقد حزِنت لصعود روحك إلى بارئها ولكنها سعدت أيما سعادة باحتضانها لجسدك المسكون بحب أم درمان .
"اللهم ارحم عبدك سيف الدين وتقبله عندك قبولاً حسناً .. اللهم تغمده برحمتك الواسعة واحشره في زمرة المتقين"

تبكيك يا سيف الدين أرض أم درمان بقدر حبك لها ... ويبكيك النيل العظيم بقدر عشقك له .... ويبكيك كل العاملين بحوش الإذاعة والتلفزيون القومي ويبكيك كل السودانيين الذين قلت عنهم أروع ما فيهم بساطتهم لكن معدنهم أغلى من الذهب .. ويبكيك المربد الشعري في العراق .. ونبكيك نحن و نرسل تعازينا الحارة لأهل قريتك القلعة الطيبية بالسروراب ونعزي المصلين في مسيد الشيخ الشيخ إبراهيم الدسوقي لفقدهم الجلل.. 

0 تعليقات:

إرسال تعليق

الاشتراك في تعليقات الرسالة [Atom]

<< الصفحة الرئيسية