مقتطفات من كتاب المهذب للامام السيوطي


لي فترة من الزمن اطالع كتاباً للسيوطي اسم الكتاب ( المهذب) هذا الكتاب من الكتب القيمة التي رصدت الكلمات العجمي المعربة في القرآن الكريم وهي التي وقع فيها خلاف بين علمائنا القدامى اهي من العربية ام من الدخيل عليها
اختلفت الأئمة في وقوع المعرب في القرآن: فالأكثرون ومنهم الإمام الشافعي، وابن جرير وأبو عبيدة والقاضي أبو بكر وابن فارس على عدم وقوعه فيه لقوله تعالى: (قُرآناً عَرَبياً).
وقوله: (وَلَو جَعَلناهُ قُرآناً أَعجَمياً لّقالوا لَولا فُصِّلَت آَياتُه ءاَعجَميُّ وَعَرَبيُّ).
وشدد الشافعي النكير على القائل بذلك.
وقال ابو عبيد: (إنما أنزل القرآن بلسان عربي مبين فمن زعم أن فيه غير العربية فقد أعظم القول، ومن زعم أن كذاباً بالنبطية فقد أكبر القول).
وقال ابن فارس لو كان فيه من غير لغة العرب شيء لتوهم متوهم أن العرب إنما عجزت عن الإتيان بمثله، لأنه أتى بلغات لا يعرفونها.
وقال ابن جرير: (ما ورد عن ابن عباس رضي الله عنهما وغيره من تفسير ألفاظ القرآن أنها بالفارسية أو الحبشية أو النبطية أو نحو ذلك إنما اتفق فيها توارد اللغات فتكلمت بها العرب والفرس والحبشة بلفظ واحد).

اخترت لكم بعضا من الكلمات :

(الصراط) الطريق بلغة الروم
(طوبى): قال ابن جرير: (حدثنا أبو كريب حدثنا يحيى بن يمان عن أشعب من جعفر عن سعيد بن جرير عن ابن عباس قال: طوبى اسم الجنة بلسان الحبشة) وقال: حدثنا ابن حميد حدثنا يعقوب القمى عن جعفر عن سعيد بن سحوج قال: طوبى اسم الجنة بالهندية.

( الفردوس):السدى قال: (الفردوس هو الكرم بالنبطية وأصله فرداسا) وقال الجواليقي: (الفردوس بالسريانية وقيل بالرومية البستان الذي يجمع كل ما في البساتين).

(قنطار): ذكر الثعالبي في فقه اللغة أنه بالرومية اثنتا عشرة ألف أوقية. وقال الخليل: زعموا أنه بالسريانية ملء جلد ثور ذهبا أو فضة، وقال بعضهم: إنه بلغة بربر ألف مثقال من ذهب أو فضة.

(كفلين): قال وكيع في تفسيره: حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن أبي الأخوص عن أبي موسى الأشعري في قوله تعالى: (كفلين) قال ضعفين بالحبشية.
أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عن وكيع به وابن أبي حاتم حدثنا أحمد بن سينان الواسطي حدثنا عبد الرحمن عن إسرائيل به وقال الواسطي (كفلين) نصيبين باللغة النبطية.

(مشكاة): قال وكيع في تفسيره حدثنا إسرائيل عن أبي إسحاق عن سعيد بن عياض اليماني قال: المشكاة الكوة بلسان الحبشة أخرجه ابن أبي شيبة في المصنف عنه، وقال ابن أبي حاتم حدثنا على بن الحسين أنبأنا نصر بن علي أنبأنا أبي عن شبل بن عباد عن ابن أبي نجيم عن مجاهد قال المشكاة: الكوة بلغة الحبشة.

هذا يؤكد ان القرآن وردت به من كل لغة أعذبها وأخفها وأكثرها استعمالاً للعرب.
اسال الله ان يجعلني واياكم من الذين يقرؤون القرآن ويتدبرون معانيه ويتدارسونه حتي يذكرنا الله فوق سبع سموات

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

"ويل لك من الناس وويل للناس منك لن تمسَك النار"

ترجمان الملك مستقبل واعد وأسلوب جديد للرواية السودانية

من روائع ابراهيم ود الفراش